جبهة مثلية موحدة

على الرغم من صعوبة تناول موضوع المثليّة الجنسيّة من كافة أركانه وخباياه، إلا أن كثيراً من وسائل الإعلام الرسميّ والخاصّ في سوريا كانت قد طرحته على صفحاتها أو مواقعها الالكترونية بشكلٍ أو بآخر، في محاولةٍ من بعضها لجذب القرّاء والزائرين لمواقعها الالكترونيّة، دون أن تعتمد في طرحها على أصول التحقيق الصحفيّ الثابتة، والمتعارف عليها إقليميّاً أو دوليّاً، فمن أهمّ أركان وأصول التحقيق الصحفيّ اعتماد الموضوعية وعدم القيام بالتحقيق بناءً على معتقدات وأفكار مسبقة.

من الملاحظ أن الإعلام السوريّ كان يدور في فلك المحاور النمطيّة للأفكار السائدة عن المثليّة باعتبارها مرضاً، انحلالاّ أخلاقياً، أو ظاهرة دخيلة على المجتمع، حتى أن القارئ لكثيرٍ من التقارير المكتوبة يلحظ الجهد المبذول من قبل الكاتب لتمكين وترسيخ تلك النظريات، أو الدعوة لها أحياناً، لتخرج كافة المحاولات لبحث قضيّة المثليّة الجنسيّة بمعلومات منقوصة، لا تبحث في كافة زوايا المثليّة، وتعتمد وجهة النظر الأحادية الجانب، التي تبنى في مجملها على آلية خطاب واستثارة المشاعر العدائيّة للمثليّة ضمن الشارع، لذلك لم تنجح أيةُ محاولةٍ قامت بها وسائل الإعلام السورية في الخروج من دائرة البروباغاندا في تناولها لموضوع المثلية.

تُعرّفُ البروباغاندا “Propaganda” ، بأنها “نشرُ مجموعةٌ من الأفكار، الشائعات، أو المعلومات الأحادية التوجه،سواءً بقصد الترويج أو الإساءة لشخص، مجموعة، قضيّة، مؤسسة، أو دولة”، بمعنى آخر، البروباغاندا هي الإعلام الموجه لهدفٍ ما، سواءً كان ذلك الهدف يقضي الترويج لفكرة ما، أو محاولةُ هدمها، وهي أيضاً ما تطلق عليه بعض الدول أو المؤسسات صفة “المغرض” إن كان يستهدف صورتها أو مصالحها، أما نحن في موالح، فسنطلق اسم “البروباغاندا الرهابيّة” على كل عملٍ يصنف ضمن البروباغاندا المعادية للمثليّة.

إنّ المطالبة بأيّ حقٍ من الحقوق تتطلب حراكاً اجتماعياً وسياسياً، يُجابَه ويُحارَب من قبل الأطراف الأخرى ببث بروباغاندا معادية، مما يعني أن شراسة البروباغاندا الرهابيّة ستزداد أضعافاً في حال طرح قضية حقوق المثلية ومحاولة المطالبة بها، لذلك نجدّد دعوتنا إلى التوحد معاً، ونبذ أيّ خلافٍ مهما كان نوعه، لنجتمع جميعاً كأصحاب وصاحبات التوجه المثليّ أو ثنائيّ الجنس على هدفنا الأهم، ونتمكن من المطالبة بحقوقنا على وجه صحيح.

لقد بدأنا في موالح أولى الخطوات نحو المطالبة بحقوق المثليّة الجنسيّة، عبر محاربة إحدى مقولات البروباغاندا الرهابية التي تدعي عدم وجودنا، وتعاملنا كظاهرةٍ دخيلة، إلا أن الطريق أمامنا طويلٌ جداً، ويتطلب بكل تأكيد تشكيل جبهة مثلية موحدة، تجمعنا جميعاً برغم اختلافات أفكارنا وتوجهاتنا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: