هيك حياتنا: مراهقة

بدأت أشك بأنني مثلية مع انتقالي للمرحلة الثانوية. في السعودية حيث تربيت كثيرات كنّ مثليات في مدرستي. كنت أراهن أزواجًا أزواجًا. كنّ يتصرفن بطبيعية وبارتياح كأن المدرسة حي مثليّ، أو منطقة آمنة. لم يكن يقتصر الأمر على مدرستي، كان هذا في الكثير من المدارس أيضا.

كانت إدارة المدرسة تنظم العديد من المحاضرات عن “الشذوذ الجنسي” وحرمانيته في الدين الإسلامي، ولكن كلامهم لم يكن يقنعني. كان اعتقادي هو باستقلالية كل شخص، وحريته الكاملة في اختيار ما يريد، والتصرف كما يريد. كم أن التحريم كان الصفة السائدة في السعودية لأي متعة أو بهجة أو حتى ممارسة بسيطة ساذجة.

ولكن هذا لا ينفي أن العديد من الفتيات كنّ أيضًا غيريات، وكنّ يصاحبن عدة شباب أحيانا في نفس الوقت. كانت رفيقاتي من هذه الفئة، وكنّ يدفعنني باستمرار لأن أتعرف على شابٍ وأن أصاحبه وأن أخرج معه.Sexy Lady

في المرحلة الإعدادية كانت محاضرات المدرسة هي ما نبهني لموضوع المثلية. كانت المدرسات تتحرين بعمق. كنّ يسألننا إن وصلت لأي منا “رسالة” من فتاة أخرى، ولكن الفتيات كنّ كتومات في هذا الشأن. لم تكن أي منهن لتبوح بأيّ سر. أذكر مرةً أن إحداهن اعترفت لأمها بحصول أمرٍ من هذا القبيل والتي أخبرت إدارة المدرسة، وبدورها أخبرت إدارة المدرسة إمي والتي سألتني إن حصل معي أمر كهذا. لم يحصل، ولم اكن لأخبرها بالأصل إن حصل.

كانت أزواج المثليات مكونة من طرفين. طرف كنّ الإناث النساء، وطرف كنّ الإناث الرجال. كانت النساء يبدين غلوًا في إظهار أنوثتهن، ويلبسن من الثياب أضيقها، ومن الألوان أكثرها تألقًا. في المقابل، كانت الإناث الرجال يقصرن شعورهن، ويلبسن ملابس عريضة وفضفاضة ويقلدن في مشيتهن الشباب. كنا نقول عن هذه الفئة “عربجيات”.

كان في صفي بنتان، الأولى وهي “العربجية” كانت من أصلي فلبيني، وذات شعبية كبيرة في المدرسة. كانت سمراء ومرحة. كانت صاحبتها بنتًا من أصول لبنانية. شقراء خجولة و”مبنتة”. كن يظهرن عواطفهن إحداهما للأخرى بدون أي اعتبار لرأي بقية الفتيات. لم يكن أحدٌ ليجرء أن يوصل خبر صحبتهن للإدارة فقد كانتا قويتي الشخصية ذاتا نفوذِ بين الطالبات. كما أن أحدًا لم تكن لترغب في إدخال نفسها في هذا الشَرَك.

كنت أسمع الكثر من القصص عن فتيات يلتقين في الحمامات ويفعلن ما يفعلن. كانت إدارة المدرسة تقبض على بعضهن متلبسات. ولكن المدرسة كانت خاصة. وكانت المديرة حريصة على بقاء الطالبات في مدرستها، فكان الأمر يمضي بدون إخبار الأهل. لم يكن من مصلحة الإدارة أن تطرد أيا من الفتيات، كما ليس من المعقول أن يشهر بأي منهن.

كنت في رغبة دائمة بأن أجرب مع فتاة أخرى. ولكنني لم أكن أجرئ على ذلك. لم أستطع أن أجمع الشجاعة الكافية، كما أنني كنت “مرتبطة” مع شاب في ما يشبه العلاقة. لم يكن يجذبني. ربما كان جسمه رياضيًا و”جميلاً” ولكن وجهه لم يكن كذلك. لم أكن أكنّ له أية مشاعر. هو كان لطيفًا وطيبًا، ولكنهم جميعًا يشبهون بعضهم البعض في نظري!

عندما انتقلت إلى سوريا ودخلت الجامعة بدأت حياتي بالتغير بعض الشيء. كنت قد بدأت أشاهد الأفلام الجنسية المثلية إذ كانت ثورة الانترنت قد وصلت إلينا.

تعرفت في تلك الفترة على فتاة كانت مختلفة عن البقيات. كان مظهرها يصرخ باختلافها. كانت مثلية وتريد للجميع أن يعرف ذلك. وجدتني على الموقع الاجتماعي الفيسبوك وأضافتني. شيء ما دفعني لقبول طلب صداقتها مع أنني لم أر منها إلا صورتها، ولم يكن هناك أية معلومات عنها في صفحتها. ولكنني قبلتها! قبلتها على أية حال.

سرمد العاصي

sarmadorontes@live.com

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: