ولد ريكي مارتين في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام 1971، في بورتوريكو، الدولة الكاريبية ذات النزعة الدينية الكاثوليكية المتشددة والعادات والتقاليد الصارمة، التي ترعرع فيها وأمضى بضعاً من طفولته يخدم في الكنيسة، أما موهبته الغنائية فقد تفجرت عندما كان في السادسة من عمره، وكان يستخدم ملاعق الطبخ كبديل عن الميكروفونات.
بدأ مارتين حياته الفنية عندما كان في التاسعة من عمره، كممثل في إعلانات، ثم حاول الانضمام لفرقة Menudo التي رفضته مرتين لقصر قامته، قبل أن تقبله أخيراً عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره، وقضى مع تلك الفرقة ما يقرب من خمس سنوات، تولد لديه خلالها حب للأعمال الخيرية بعد أن اختيرت الفرقة كسفير لليونسيف، إلا أنه تركها في عام 1989 لينضم بعدها لفرقة تمثيل مسرحية في مدينة مكسيكو بالمكسيك. وفي عام 1991 بدأ مارتين بالتركيز على الغناء، لكنه قام بالتمثيل أيضاً في مسلسلين وفيلم مكسكيين، كما مثل في مسلسلين أمريكيين، لكنه اضطر لتركهما بسبب المعاملة المختلفة التي تلقاها من الفنيين والممثلين لكونه يحمل أصلاً لاتينياً. على الرغم من أن مارتين كان قد وصل لشهرة كبيرة قبل عام 1998، وقام بالتمثيل في مسرحية موسيقية في برودواي، إلا أن شهرته العالمية تحققت من خلال توقيع عقد مع الفيفا ليغني في حفل إطلاق كأس العالم عام 1998، فكانت أغنية «La Copa de la Vida» هي بمثابة تذكرة الانطلاق نحو العالمية الحقيقية.
كلّ ذلك النجاح لم يكن كافياً لمارتين، فقد ظل جانب كبير وهام منه مكبوتاً لأعوام، فبسبب الدين والعادات الصارمة في بورتوريكو وأمريكا اللاتينية مجملاً، وبسبب النظرة الرهابية للمثلية هناك، ظل مارتين ينكر مثليته ويخفيها لأعوام طويلة.
بقي ريكي مارتين يصارع من أجل تقبل مثليته لفترة طويلة، وظل ينكرها لسنوات، حيث كان يصرح دائماً أنه على علاقة بالمذيعة المكسيكية Rebecca de Alba، وأنه كان يخطط لطلب الزواج منها، حتى أعلن في عام 2005 أنه قطع علاقته بها.
بعد نجاح أغنيته الشهيرة «Livin’ La Vida Loca» أو “حياة مجنونة” في عام 1999، بدأ الاهتمام بحياة ريكي مارتين الخاصة يزداد، وبدأ التساؤل حول مثليته الجنسية يظهر كثيراً بسبب شعبيته الكبيرة بين المثليين، لكنه في النهاية قرر أن يظل مختبئاً وقال في مقابلة لمجلة Mirror في أواخر عام 2000 “لا أعتقد أنه يجب علي أن أصرح إن كنت مثلياً أم لا، كما لا يجب أن أقول مع من مارست الجنس”.
ظل مارتين دائم الرغبة في تكوين عائلة، واستخدم ما يعرف بالرحم المستعار، أو الرحم المأجور، لينجب أطفالاً، حيث رزق بابنين توأمين في آب/أغسطس من عام 2008، أطلق عليهما اسمي ماتيو وفالنتينو، ألا أنه أعلن في التاسع والعشرين من آذار/مارس عام 2010 عن مثليته الجنسية عبر موقعه الالكتروني قائلاً، “أفتخر بأن أقول أنني رجل مثليٌّ محظوظ، وإنها لنعمةٌ كبيرة أن أكون ما أنا عليه”.
وفي مقابلة مع مجلة «The Rolling Stone» قال مارتين، “تلك السنوات الطويلة من الانغلاق على الذات والتأمل جعلتني شخصاً أقوى، وذكرتني أن القبول يجب أن يأتي من داخل الشخص… تلك الحقيقة أعطتني القوة للتغلب على مشاعرة عدة، قوة لم أكن أعي أنها موجودة داخلي”.
في لقاء مع Larry King Live، عبر مارتين عن إعلان الشخص للتوجه المثليّ بقوله، «إن كل ما يحيط بإعلان أي شخص عن مثليته يدلك على أن ذلك الخيار هو الخيار الصائب، ولو كنت أعرف مسبقاً كيف سأشعر عند الإعلان عن مثليتي، لكنت أعلنت عنها قبل عشر سنوات».
لاحقاً، بدأ مارتين بدعم قضايا حقوق المثلية والتحول الجنسي والزواج المثلي، كما تقدم بطلب الحصول على الجنسية الأسبانية لأنها ستتيح له التخطيط لحياته «ضمن مجتمع عالميّ» يعتبر نفسه جزءاً منه، ويقصد بذلك المجتمع المثلي، وعبر مراراً عن رغبته في الزواج من صديقه في أسبانيا تقديراً لجهود رئيس وزرائها«José Luis Rodríguez Zapatero» في الدفاع عن حقوق المثلية والتحول الجنسيّ.
ربما يتطابق صراع مارتين مع مثليته مع صراع المثليين العربٍ، إلا أن العبرة تكمن في قبول الذات الذي ينبع من الداخل، والذي سيمنح أياً كان القوة الكافية للتغلب على كل المشاعر السلبية المتناقضة.
خبر:
سيعود ريكي مارتين إلى المسرح ليتابع عرض مسرحيته الموسيقية Evita التي توقفت بسبب إعصار ساندي الذي ضرب الشواطئ الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تم إلغاء ماراثون نيويورك من قبل عمدة المدينة، إلا أن مارتين يعتقد أنه يجب إجراء الماراثون، على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي وتشرد بعض من أهالي نيويورك، فيما قال عن وضعه الشخصي، “لأنني من بورتوريكو، فأنا معتاد على الأعاصير القوية. لا أعاني كثيراً الآن بعد عودة التيار الكهربائي إلى منطقتي، خاصةً أنني أعيش في قبو”.
سامي حموي
SyrianGayGuy@gmail.com
موالح 
اترك تعليقًا