مصطلح Drama Queens هو مصطلح مركب يندرج ضمن اللغة المحكية غير الرسمية، ويقصد به أي شخص يبالغ في ردود الأفعال والمواقف، بمعنى آخر (بيعمل من الحبة قبّة)، إما لجذب الانتباه، أو بسبب طبيعة نفسية خاصة به، وانحصر في الآونة الأخيرة استخدامه لوصف المثليين والإناث بشكل عام. وسّع البعض إطلاق هذا المصطلح ضمن المجتمع المثلي ليشمل كل فعل غير ضروري أو غير مطلوب قد ينشأ عنه نتائج وخيمة وضارة بالأشخاص المتعلقين بذلك الفعل.
مظاهر الدراما المثلية في سوريا تمتد لتشمل طيفاً واسعاً من الأفعال، لعل أبسطها وأقلها خطراً الشجارات والخلافات بأسباب أو بدون أسباب بين المثليين، وأحاديث الغيبة والنميمة عن بعضهم البعض، لكنها تتجاوزها إلى أفعال أكثر خطورة، مثل محاولة افتضاح شخص ما وكشف سرّه لعائلته أو رب عمله.
كتب آدم الدومري في العدد السابق ضمن مقاله “مجلة مثليّة فضائحيّة” تنشر على موقع المانجام، يقوم من خلالها صاحب أحد الملفات الشخصية (بروفايل) بنشر أسماء وتفاصيل شخصية عن بعض المثليين الذين يعرف عنهم الكثير، ويشهر بهم على تلك الصفحة، بل ويذهب أبعد من ذلك ويقوم بنشر أرقام هواتفهم وعناوينهم.
نعود لنذكر بما حدث خلال عام 2010، فبعد توقيف ما يزيد عن 30 شخصاً مثلياً من إحدى الحفلات الخاصة في ضواحي دمشق، واحتجازهم لمدة تجاوزت الشهرين، قام أحد المحققين بطلب أحد منظمي الحفلة، وعرض عليه ملفاً كبيراً يحتوي الأسماء الحقيقية لجميع المثليين في سوريا، مع صورهم وأرقام هواتفهم، ومعلومات كثيرة عنهم، وأخبره بأن الحكومة تغض النظر عن المثليين ضمن شروط وضوابط أملوها عليه، وطلبوا منه إخبارها لرفاقه، كان أهمها إلغاء الحفلات، ومظاهر المغالاة في إظهار المثليّة، وكثير من الشروط الأخرى التي تقع ضمن خانة الابتزاز والتهديد.
تدلّ هذه الحادثة على زيارة أجهزة الأمن لمواقع المثليين وجمعهم منها لمعلومات عنهم، مما يزيد من خطورة ما قد تؤدي إليه الدراما المثليّة على أشخاص يفترض بنا أن نبادر إلى حمايتهم لا افتضاحهم كما عبّر آدم ببلاغة في مقاله المذكور، خاصةً في ظل هذه الحرب التي تعصف بسوريا، وتجعل من المثليين الفريسة الأسهل إما لأجهزة الأمن أو لبعض الفئات المسلحة التي تتخذ من القتل والإعدام وسيلةً للتعبد.
كتب نور معرّاوي في مقاله “بعض من الواقع وكثير من الخيال” عن حادثة جرت في مدينته، حيث قام أحد المثليين بإيصال فيديو لمثليّيَن آخرَيْن إلى أحد “الشيوخ” الذي يعمل ضمن إحدى المجموعات المسلحة، مما أحدث موجة من استهداف المثليين في المنطقة، واعتقالهم واحداً تلو الآخر، بغرض فرض غرامة مادية عليهم و”استتابتهم” و”إرشادهم إلى الطريق القويم”.
رغم أن ذلك الأمر لم يتفاقم ليتحول إلى عمليات إعدام كما حصل ويحصل في العراق، إلا أنّ هذا الفعل غير الضروري وغير المسؤول قد كان من الممكن أن يودي بحياة الكثير من المثليين، فقط لأن أحداً ما في مكان ما اغتاظ من شخص ما وأراد أن “يورجيه شو بيقدر يعمل”…
الدراما والمبالغات في ردود المشاعر هي جزء من طبيعة المثليين بشكل أو بآخر، بسبب تأخر النضج العقلي والعاطفي الذي يعود سببه إلى ظروف الكبت والرفض ممن حولهم، لكنّ العقل لا بد أن يتغلب في النهاية على كل الانفعالات، ولا بد أن نتغلب على الانفعالات التي قد تؤذي الآخرين، فنحن إن وضعنا غيرنا من المثليين أمام أخطار كثيرة، كيف لنا أن نتوقع من غيريّن رهابيّين أن يمتنعوا عن الإمعان في إيذائنا؟.
سامي حموي
SyrianGayGuy@gmail.com
اترك تعليقًا