يتطلب الحراك المثليّ كثيراً من الحذر والحيطة، خاصة في مناطق تمزقها الصراعات، كما هو حال سوريا الآن، ولعلّ أهم الوسائل الآمنة لجذب انتباه الجمهور إلى قضية ما هو توزيع المنشورات التوعوية، أو في حالة كالحالة السورية، يمكن رمي المنشورات في أماكن تواجد الناس والعامة.
كان توزيع المنشورات وسيلةً متبعة للجيوش والأنظمة المختلفة، لحشد الرأي العام، وفي الوقت الحالي، أصبح هناك وسائل مختلفة، كالرسائل النصية وقوائم البريد الالكتروني، وكما يلحظ الجميع، باتت جميعها من الوسائل المتبعة في الأزمة السورية الحالية.
يعاقب القانون السوري بالحبس لمدة خمسة عشر عاماً على توزيع المنشورات السياسية، وبسبب سياسة التعتيم والإقصاء المتبعة من قبل الجميع في سوريا، لا يمكن معرفة عقوبة توزيع منشورات توعوية عن المثلية على وجه الدقة، إلا أن الاستدلال على هذا الأمر يمكن أن يتم عبر مقاربات كثيرة خلال الأعوام العشر السابقة من خلال تعامل أجهزة الأمن السوري مع المثليين جنسياً، كما أن الخطورة تكمن في تجريم القانون للمثلية، حيث يمكن اعتقال أي شخص يقوم بتوزيع المنشورات للناس بشكل علني.
من خلال الاستبيان الأخير لموالح تبيّن أن النسبة الأكبر من المشاركين والمشاركات أجابوا بنعم على السؤال المتعلق بتوزيع المنشورات التوعوية، وبسبب أن القانون غير واضح عن العقوبة القانونية الفعلية لمثل هذه الخطوة، يمكن أن يتم ذلك في سوريا بشكل سرّي، لغاية لفت انتباه الناس للموضوع.
قد نتفق مع الكثيرين أن الخطوة الأهم الآن هي إنهاء هذه الأزمة في الوطن والبد ببنائه من جديد، إلا أن بناء وطنٍ بعد أحداث عاصفة كالتي تمر بها سوريا يتطلب أن تكون أسس البناء وقواعده جديدة بحيث يتسع للجميع، بمن فيهم المجتمع المثليّ، لذلك، ورداً على كل الأصوات التي تريد إخفاء أصواتنا، يجب علينا كمجتمع مثليّ عدم قبول انتهاكات حالية أو محتملة لحقوقنا، ويجب أن نعمل على المطالبة بتلك الحقوق بجميع الوسائل الممكنة، التي من بينها إبقاء موضوع المثلية قائماً وراسخاً في أذهان الناس.
إن توزيع المنشورات، عن طريق رميها في بعض أماكن تواجد الناس والعامة، قد يكون خطراً، لكنه مطلوب، وسنقوم لاحقاً في موالح بدراسة أفضل الطرق الممكنة لتوزيع المنشورات بحيث تضمن أمن وسلامة من سيقوم بتوزيعها، كما سنقوم بطلب ذلك من أصدقائنا القرّاء الذين يجدون لديهم القدرة والرغبة على توزيع تلك المنشورات.
سننشر قريباً في موالح منشورات صغيرة ليتم طباعتها ممن يستطيع ذلك، وسنقوم بنشر أفضل الطرق والأماكن لتوزيعها.
سامي حموي
SyrianGayGuy@gmail.com
اترك تعليقًا