بصدور عدد كانون الثاني يكون قد صدر من مجلة موالح ستة أعداد عربية، وعدد باللغة الإنكليزية، كنا معكم لستة أشهر، والفضل يعود لكم في استمرارنا وإصرارنا، فنحن وأنتم عائلة واحدة كبيرة، نحن وأنتم موالح هذا المجتمع، الذي سيصبح بدوننا خالياً من كل النكهات التي نضفيها عليه.
عندما كانت المجلة مجرّد فكرة، كان اختيار اسمها وفكرتها العامة هو الخطوة الأكبر والأهم قبل البدء بالعمل عليها، ووقع الاختيار على موالح لعدة أسباب، فنحن كمجتمع مثليّ نعدّ كالموالح في التنوع، فلكل منا رغبات ومواصفات وأفكار، لكنّ ما يجمعنا هو رغبة كل منا في تحسين واقع مجتمعنا المثليّ، لننال حقوقنا كبقية أفراد المجتمع، ذلك المجتمع الذي يحبّ الموالح، والذي سنصل به ومعه يوماً إلى أن يحبّ أبناءه وبناته جميعاً، بقدر حبّه للموالح.
من الأسباب الأخرى الهامة لاختيار هذا الاسم هو أنه كلمة كثيرة الاستخدام في اللهجة السورية المحكيّة، ونطمح من خلال المجلّة، والجمعية التي نعمل على تأسيسيها، أن يفكّر السوريون بالمثليّة في كل مرّة يستخدمون بها كلمة موالح، فهذا الربط بين قضية تعتبر من المحرمات السورية وكلمة كثيرة الاستخدام في سوريا، سيكسر قيد التحريم في الحديث عن قضايا المثليّة، وسيجعلها حاضرة في أذهان الناس، حتى إن كانوا يعانون من رهاب المثليّة.
بالإضافة إلى ذلك، أردنا أن يصبح لكلّ قسم من أقسام المجلة ما يميزه كنوع من أنواع الموالح بما يتناسب والعادات والكلمات السورية الدارجة، بطريقة لا تخلو من خفة الظل والإيحاء أيضاً، وسنبدأ بشرح ذلك لكم بلهجتنا السورية المحكية.
بشكل عام عنّا بسوريا، وحاولوا تنتبهوا لهالقصّة، بس تحطوا صحن الموالح قدّام حدا، بياخدوا أول شي كم حبة فستق، ولهيك اخترنا أنو تكون افتتاحية العدد هية فستق.
عوجا، هوّ قسم المشاكل الخاصة بالمثليّة، وبتعرفوا، عنّا بيقولوا “عوجا” عن الحالة الغلط، اللي مو “جالسة” يعني، ولهيك استخدمنا كلمة عوجا لهالقسم، وبدنا نذكركون، أنو منطقة الهلال الخصيب هية الموطن الأصلي لشجرة اللوز، وسوريا هية، “أو كانت”، المصدّر الأكبر بالمنطقة لّلوز، والعوجا هية اللوز اللي بعدو أخضر.
قسم الصحة الجنسيّة سميناه لوز، لأنو إذا بتسمعوا النصيحة وبتنتبهوا على حالكون، بتاكلوا لوز، مو هيك منحكي باللهجة السورية؟ ونحنا بيهمنا أنو تديروا بالكون على حالكون، وتضلّوا تاكلوا لوز.
قسم أخبار المجتمع المثلي السوري، سميناه جوز، وبالإيام بعد ما تهدا الأوضاع ببلدنا، رح يصير يخبركون هالقسم بكل شي عم بيصير بسوريا وبيتعلق بالمجتمع المثلي، وكمان عن كل شي لازم تديروا بالكون منو بالبلد لأي سبب من الأسباب، لحتى تضلّوا تاكلوا جوز، متل ما منقول بسوريا كمان.
أما الصبايا المثليّات، حبينا يكون إلهون قسم خاص فيهون، وقررنا يكون اسمو فستق حلبي، لأنو عنّا بسوريا الفستق الحلبي بعدو الأغلى والأهم والمحبّب لكلّ الناس، ولأنو حبينا ندلعهون للصبايا شوي، سمينا القسم بالاسم الأجنبي للفستق الحلبي، اللي هوّ بستاشيو، وعلى فكرة، هالقسم كمان رح يتوسع، ويشمل قضايا بتتعلق بحقوق المرأة.
العجوة هية البذرة اللي بقلب أيّ شي، وهية كلمة عامة، والأستاذ سرمد اقترح أنو يكون هالقسم خاص بالقصص تبعنا، المثليين يعني، وبلشنا نحط فيه قصصنا وقصصكم، هادا الحديث هو العجوة… هو البذرة اللي بدنا نكبرها ونخليها تفرّع موالح ونشاط باتجاه حقوق المثليّة.
بالنسبة لقسم مشمش، الفكرة أنو المشمش إلو بذرة بقلب اللب تبعو، وهالبذرة مناخدها ومنحمصها وبتصير مالحة من هالموالح، وفي ناس بيستعملوها بالملبّس كمان، ومنشان هالشي، سمينا قسم الاستبيانات بالمجلة باسم مشمش، لأنو الغاية نوصل نحنا وأنتو للبذرة، لبّ الحديث، وحكيكون هو لب الحديث، ورأيكون بيهمنا…
في ملاحظة صغيرة بتتعلق بالمشمش، الحقيقة بتقول أنو المشمش شجرة شامية الأصل، دمشقية يعني، حتى اسم المشمش بالبرتغالي هو damasco، يعني نحنا الموالح سوريين أصيلين… ولا شو؟
أما نوع الموالح المستورد، واللي هو الكاجو، خصصناه للقسم تبع الأخبار المثلية من خارج سوريا.
البزر هو مادة التسلية الرئيسية عنا بسوريا، لهيك قررنا يكون بهالقسم مواد متغيرة بحسب الحاجة، بس الشي الرئيسي اللي بدو يكون ثابت فيه هو بروفايل عن شخصية مثلية إلها أهميتها، ونحكي عن هالشخصية بطريقة سلسلة، بالإضافة لأي مادة متوفرة عن كتاب، أو لوحات فنيّة مثليّة، وشغلات تانية، لأنو البزر مو نوع واحد متل ما بتعرفوا.
البوشار هو مرافق السينما والأفلام، وقررنا نضمو لمجموعة الموالح لأنو كمان بمعظم الأوقات منلاقي صحن البوشار جنب صحن الموالح… بهالفترة، بوشار عم يحكي عن أفلام مثليّة، وقريباً بس تهدا الأوضاع بسوريا، رح يكون في لائحة بأهم العروض السينمائية والمسرحية والثقافية والغنائية بالبلد.
ولأنو الموالح عادة دائماً بيكون معهون كاسة شاي أو متة أو عرق أو غيرو، ضفنا بالعددين الأخيرين قسم اسمو أكرك عجم، وحبينا نعرّف عنو أنو هو الحكي الوازن، لأنو حبينا نضلّ مركزين شوي بموالح، ونحكي عن النشاطات اللي بترافق النشاط المثلي، واللي حتكون ضرورية لمستقبل الحراك المثلي السوري والعربي.
أنا شخصياً بحب القضامة كتير، وأكتر شي حبيتو بالفترة الأخيرة هو قصصكم اللي عم توصل لموالح، ومشاركاتكم الحلوة بالمجلة، وأخدتوا اسم القضامة مني بعد ما كنت مخبيه لشغلة عم بعملها، وهلق ناطر أفكاركم لأنو في شي بدنا نضيفو عالمجلة، وما عم نعرف شو نسينا من الموالح.
في الختام، يجب أن نعود لنؤكد إيماننا بأن حياة الناس السوريين لن تكون مكتملة، ولن تكون السهرات السورية على حالها بلا موالح، وكان هذا أيضاً أحد أسباب اختيار الاسم، فنحن كالموالح، “الحياة من غيرنا ناقصة وبلا طعمة“.
اترك تعليقًا