كم من الصعب الحديث عن شخص عزيز علينا ببضع كلمات أو أسطر، فكيف إن كان هذا الشخص هو الحبيب والرفيق والأخ والأم. و…و…
شيراز قصة عشق أسطوريّ:
كانت صدفة سعيدة؛ بل مباركة تلك التي جمعتني به في يوم من الأيام بمدينة القامشلي (في إجاره أفيني مدينة الحب باللغة الكردية). في إحدى الأمسيات بمنزل أحد الأصدقاء المشتركين، ما زلت أذكر ذلك اليوم الرائع في 23/10/2010 في حينها أنا وصديقي الفرنسي غبريل سافرنا سوياً للقاء صديقه أو بالأحرى حبيبه، خرجنا من دمشق إلى لقامشلي وذهبنا معاً لمنزل أحد الأشخاص لكي ألتقي بالصدفة مع شيراز، ولكي أقع بحبه من النظرة، واللمسة، والهمسة الأولى. لقد أغرمت به منذ تلك الحظة التي لمحتُ بها وجهه الملائكي الرائع.
وكيف لي ألا أقع؛ بل وأغرق بعشق شيراز. ذلك الشاب الكردي الرائع الذي يشبه الآلهة الإغريقية بجماله؛ تلك العينان الساحرتان التي يمتلكها… تلك الشفاه التي يتوق كل من يراها لتقبيلها…
أي قدر حكيم جمعنا معاً؟ وأوقعنا بالحب معاً، لستُ أدري من وقع بالحب قبل الآخر؟ لكن كل ما أعرفه بالتأكيد بأني أدمنت حبه وإلى الآن ما زلتُ أفعل… كانت ومازالت أشبه بقصص الحب الأسطورية…
فلقد تعذبنا كثيراً وعانينا لكي تستمر علاقتنا وينمو حبنا، لنصل أنا وشيراز لما وصلنا إليه اليوم، كنت أسافر تسع ساعات بالباص من دمشق إلى القامشلي في بداية علاقتنا. فقط لكي أرى شيراز لبضع ساعات… لكي أعود تسع ساعات أخرى على الطريق إلى دمشق، كنت أنسى تعب الطريق وطول المسافة، لحظة لقاء شيراز أو “شيرو” كما أحب أن أناديه أحيانا…
ليس من السهل في عالم الموالح (العالم المثلي) أن نجد الحب والإلتزام بالعلاقة مع شخص واحد؛ كنت وما زلت محظوظا بعلاقتي المميزة مع شيرو حبيبي، فقد خضنا معاً العديد من المِحَن والتجارب. بكينا وضحكنا معاً، وتعذبنا وعانينا معاً…
مازلت أذكر عيد الحب في السنة الماضية؛ كيفَ كان أتعس يوم بحياتي وحياته حيث أن شيراز كان مسجوناً بعيداً عني لعدة عدة أشهر، وكنت قد سجنت بمناسبة سابقة وتم الإفراج عني قبل فترة قصيرة… آه كم كان من الصعب عليَّ أن تمر هذه المناسبة وأهم شخص في حياتي مُغيب بشكل قسري عني…
آه كم شعرت بالحزن والمرارة كلما تذكرت ذلك اليوم، وتلك اللحظات المؤلمة (كنت أدفع رشوة لكي أحصل على إذن زيارة؛ لكي أرى شيراز لبضع دقائق في أيام معينة من الأسبوع من كل شهر…
آه كم كان مؤلماً لي أنني لم أكن أستطيع أن ألمسَ وجههُ الطفولي، وشفتيهِ الرائعتين بسبب أعين الحراس التي كانت تلاحقنا كلما قدمت لزيارته، آه كم بكيت وتعذبت لآلام شيراز وعذاباته داخل أقبية وسجون النظام السوري المجرم، حيث أنه كان يتعرض للإظطهاد والتعذيب بسبب كونه شاب مثلي، ولكونه كردي معارض للنظام السوري القمعي. أما اليوم وبالرغم من كل ما يحدث بوطننا المصلوب المتألم سوريا، سنحتفل أنا وشيراز بعيد الحب ولو بالحد الأدنى من الفرح، حيث أننا أمضينا هذا اليوم في السنة الماضية بكاءً ونحيب لآلام الفراق والسجن. أعتقد بأنه من الغباء ألا نُعبر للأشخاص الذين نعشقهم ونحبهم عن حقيقة مشاعرنا، إن الحب لأمر عظيم والحياة تمنحنا فرصة الحصول عليه لمرة واحدة، لذلك على جميع الأشخاص الذين لديهم أحباء في حياتهم أن يدركو هذه الحقيقة ويعبروا عن مشاعرهم لأحبائهم…
أما اليوم فأمنياتي أن نكون أنا وشيراز قادرين على الزواج في المستقبل القريب…
كنت أود أن أقول أتمنى أن نتزوج أنا وشيراز بوطننا الحبيب “سوريا” لكني أعرف أن مثل هذه الأمنيات هي ضرب من الجنون أو شيء من مُستحيل بأن يتم زواج شابين مثليين في سوريا أو في الشرق الأوسط. لكنني تمنيت ذلك تيمناً بالربيع العربي، عسى أن يجلب التغيير الشامل ولربما نصل للربيع المثلي في يوم من الأيام…
في الختام أتمنى الخير والسعادة لجميع الموالح وخاصة في وطننا الجريح “سوريا” على أمل أن يحمل عيد الحب السلام، والحب، والأمان، إلى قلوب جميع السوريين…
شيرو( آز هاشتدكم ) بالكردي يعني بحبك كثيراً كثيراً…
بندق أفندي
مُحزن:(