موالح الفكرة، ولدت على أيدي كتابّها مجلة، وكبرت في الفضاء الافتراضي شيئاً فشيئاً بفضل قرائها. في شهرها الأول، ذمّها البعض، وفي شهرها الثاني، كتب عنها الكثيرون، كان منهم أعداء نجاح، لكنّ أكثرهم كانوا أعداء مثلية، أعداء حقنا في إيصال صوتنا، واستمرت موالح، رغم كل الصعاب، ولم تكتف بذلك، بل يكاد الجميع يلحظ سرعة تطورها، واستدراكنا لأخطائنا فيها.
ما يجعل من مهمة صياغة موالح أمراً بالغ الصعوبة، أننا ككتاب بعيدون عن بعضنا، لا وسيلة لنا للاتصال ببعضنا سوى فضاءات الانترنت، التي بدأت تضيق وتضيق داخل الوطن، قاطعة الهواء عنا، حتى كدنا نختنق.
انقطع الاتصال بيننا لمدة، ولم نعد نستطيع التواصل، ولم تعد الثواني المعدودات التي نجتمع فيها معاً في نفس اللحظة كافيةً لنخرج ما بجعبتنا من نقاشات وتساؤلات حتى نرتقي بالمجلة.
كان هذا العدد هو أحد أصعب الأعداد التي صدرت من موالح، فلم نحصل على مقالات من كتابنا سرمد ونوار، ولم يستطع آدم كتابة مقاله عن الصحة الجنسية، ولم يعد نور قادراً على الكتابة لأنه يتنقل من مكان إلى آخر، دون جهاز كمبيوتر، لكننا نريد لموالح أن تستمر، ونريد أن نعود لإصدارها مطلع كل شهر، ولم نكن لنسمح لأنفسنا بأن نصل لشهرنا الثاني عشر بأقل من اثني عشر عدداً، فنحن نريد أن نحتفل في مطلع آب بالذكرى الأولى لموالح، موقنين أننا لم نتوان عن بذل أي جهد لإنجاحها.
كان ما كان، غبنا قليلاً، وتأخرنا كثيراً، ولم نعد نتصل ببعضنا كما كنا، لكننا أسرة ولد لها أول مولود في المجتمع المثلي السوري، ولم نكن لنقبل أن يشوه مولودنا شيء، مهما تطلب ذلك من جهد. لأجل ذلك خرج هذا العدد، جميلاً وهاماً كسابقيه، ليقول لكم، موالح معكم، سنبقيها حية لأجلكم ولأجلنا.
اترك تعليقًا