يقترب عيد الجلاء، وفينا الكثيرون ممن اغتربوا عن مدنهم ومنازلهم، لكننا مع ذلك لانزال نشوه وجه الوطن، ونسيء إلى علاقاتنا ببعضنا، حتى أصبح اسم سوريا ذكرى في التاريخ، نستخدم لوصفها أفعالاً في زمن الماضي، دون أن نقدم لها شيئاً في الحاضر، علّ المستقبل يحمل إلينا بعضاً مما قدمته سوريا للعالم عبر تاريخها.
ما يجمعنا الآن أكثر من أي وقت أننا جميعاً نعترف أننا في دولة تمر في حرب قذرة، ليس أحد طرفيها الآن بأفضل من الآخر، على الأخص بالنسبة إلينا كمجتمع مثلي، عانى لعقود طويلة من اضطهاد القانون والمجتمع، وقد يعاني لفترات أطول مستقبلاً حتى بعد أن ترخي الحرب أثقالها، يجمعنا الآن أننا نجحنا كسوريين خلال عامين أن نمحو ثمانية عشر ألف عام من الجمال، لنستبدلها بقبح أتى على كلّ ما كان يوماً سوريا.
لم يكن من السهل على موالح أن تقصي المواضيع السياسية في محاولة لجمع المثليين معاً، وتذكيرهم أن ما يجمعهم هو أقوى مما يفرق بقية أبناء الوطن، الذين مهما اختلفوا، سيتفق معظمهم على حربهم ضدنا. وقد أصبح من المستحيل الآن على موالح، أن تظل في فقاعة بعيدة عما يجري على أرض الواقع، كما لم يعد من الممكن ألا نضطلع بدورنا، المحب للوطن، المدافع عن الأرض، المطالب بحقوقنا كمجتمع مثليّ، فقد آن الأوان لنعمل كما يجب أن نعمل، وأن نبدأ بعملنا في مناصرة المجتمع المثليّ، ونشر الوعي حول كيفية المطالبة بحقوقنا والعمل للحصول عليها، وآن الأوان أن تتحدوا جميعاً معاً، علنا نستطيع أن نستعيد جزءاً مما كان يوماً وطناً، لنبنيه مع كلّ السوريين ليتسع لنا جميعاً، رغماً عن طرفي الحرب.
سامي حموي
SyrianGayGuy@gmail.com
اترك تعليقًا