يتزايد إحباط الداعين للشفاء من المثلية الجنسية يوماً بعد يوم، فقد تم اكتشاف تواجد أحد أكبر وأشهر الزاعمين بالشفاء من المثلية الجنسية على شبكة Grindr، وهو تطبيق على أجهزة الهواتف الذكية، يخول صاحبه البحث عن رفقة رجال آخرين قريبين منه جغرافياً.
كان Matt Moore أحد أكثر المدونين الداعين إلى حركة Ex-Gay، التي تدعي إمكانية الشفاء من المثلية الجنسية، كما أنه كتب بشكل مكثف لجريدة The Christian Post عن طريقة تعافيه من مثليته، ففي رسالة طويلة للصحيفة في العام الفائت، ناقش Mooreصراعه المستمر مع رغباته المثلية التي تبعت “عملية انقلابه الجنسي”، زاعماً أنه ” كلما طالت المدة التي أبتعد فيها عن ميولي المثلية، كلما اضمحلت”.
ظل Moore يصارع ميوله الطبيعية لأشهر طويلة زاعماً أنه لا يمارس الجنس المثلي مطلقاُ ولا يبحث عنه، فقد كتب في آب الفائت، “على الرغم أنني أفكر بالجنس المثلي كل يوم، لكنني لا أمارسه، ولا أشعر بأي رغبة في العودة إلى نمط حياتي السابق أبداً”.
بقي Mooreيعبر مرة بعد مرة لقرائه عن عدم راحته وشعوره المدقع بالوحدة، لكنه بقي يزعم أن النتائج تستحق كل ذلك العذاب، ” فشلت في محاربة مشاعري بشكل جيد للعديد الأيام، فقد وقفت مراتٍ عديدة في مسيرتي وسقيت نفسي مرارة ذلك القيء الشرير المدعو خطيئة، على الرغم من ذلك، ففي كل فشل لي كنت أبارَك، أبارَك في توبتي ومتابعتي على طريق المسيح.”
ظهرت للعيان إحدى تلك اللحظات التي سقى Moore نفسه خلالها ذلك القيء خلال الشهر الفائت، عندما اتصل أحد قراء مدونة Free Thoughtsبالاتصال بالكاتبة Zinnia Jones ليخبرها بأنه شاهد Moore على برنامج Grindr يبحث عن “أصدقاء حميميين”.
على الرغم من أن الصورة على برنامج Grinder هي نفسها التي يستخدمها على صفحته على The Christian Post، قام Moore بتأكيد هويته على البرنامج على الفور زاعماً بأنه قد ضل طريق الصواب مرة أخرى.
“إنشائي لحساب على برنامج Grindr وحديثي مع شباب عليه كان بمثابة معصية كبيرة للمسيح” كما أخبر Jones، قبل أن يتابع، “لحسن الحظ، أنا أؤمن بأنه يسامحني على هذه المعصية. أنا أؤمن بأن دماء المسيح تغطي هذه المعصية. لن أعود إلى Grindr أبداً… أبداً.”
قالت Jones أنها سعيدة أن Mooreاعترف، لكن ظنها خاب به لكذبه.
“الزعم بوجود (مثلي سابق) يروج وبشكل عام إلى التنويه بأن كل مثليي الجنس خطاؤون يمارسون الخطيئة بحق الله، الأمر الذي سيعذبهم للأبد إذا ما فشلوا في كبت أو إنكار هويتهم الطبيعية” كما كتبت على مدونتها، مضيفة “لكن الزاعمين بذلك الأمر بشكل خاص، عادة ما يواجهون بعض المشكلات في ممارسة ما يعظون به”.
لم يكن ذلك الإحراج الوحيد الذي تعرض له الرهابيون في حركة ” Ex-gay”، بل تعرضوا لصدمة كبيرة عندما قام طفلهم المدلل السابق بإعلان تخليه عن معتقداته السابقة المثيرة للجدل في لقاء مع مجلة PQ الشهرية.
كان John Paulk، المدير السابق لمنظمة Exodus International، التي تدعي إمكانية الشفاء من المثلية عبر التدين والتقرب من الله، كما أنه شارك في كتابة كتاب Love Won Out: How God’s Love Helped Two People Leave Homosexuality and Find Each Other.
عبر Paulk مؤخراً عن معاناته من الرفض وعدم قبول الآخر له طيلة حياته وأنه كان في رحلة لمحاولة فهم الله، قائلاً “إلى وقت قريب، كنت أعاني طيلة حياتي لعدم شعوري بالحب أو القبول من الآخرين، كنتُ في رحلة طيلة الأعوام الفائتة محاولاً فهم الله، ونفسي، وكيفية التواصل مع الآخرين بشكل أفضل. خلال هذه الرحلة ارتكبت العديد من الأخطاء وآذيت العديد من الناس حتى أولئك المقربين مني. ووجدت أيضاً عدداً كبيراً من الناس يتقبلني بغض النظر عن ماضيّ، أو التسميات، أو ما أفعله”.
كما عبّر عن ندمه الشديد على أي أذى سببته كلماته للآخرين، “لم أعد أدعم حركة “Ex-Gay” أو الجهود التي يحاولون من خلالها تغيير الفرد، خاصة المراهقين الذين يشعرون بعدم الأمان والعزلة. أشعر بأسى شديد من الألم الذي سببته كلماتي عندما تم إساءة فهمها، لقد عملت على التبرع بسخاء للمجتمع المثلي في بورتلاند حيث أعمل وأعيش، وأعملُ الآن بجد لكي أكون واقعياً وأصيلاً في كل علاقاتي”.
أصدر Paulk اعتذاراً رسمياً عن أفعاله الماضية في الرابع والعشرين من نيسان الفائت، عبر قوله “في جزء كبير من السنوات العشر الفائتة، كنتُ الناطق والمحامي لما تعرفونه باسم منظمة “Ex-Gay”، حيث أعلنا أن الميول الجنسية يمكن أن تتغير خلال علاقة وثيقة وحقيقية مع الله، وعلاج نفسي مكثف، وعزيمة قوية، وكنت خلال ذلك الوقت مؤمناً بأن ذلك ممكن، حيث أن العديد من الأمور في حياتي تغيرت عندما عشت كمسيحي، لكن ميولي الجنسية لم تتغير”.
أضاف أيضاً، “لا أعتبر نفسي اليوم (مثلياً سابقاً) ولم أعد أدعم الترويج لتلك الحركات، بل سأعلن بوضوح أكبر أنني لا أعتقد أن العلاج النفسي الترميمي يمكن أن يغير الميول الجنسية، بل إن ذلك النوع من العلاج سيؤذي الكثير من الناس”.
زوجة Paulk، وشريكته في تأليف كتاب “Love Won Out” أصدرت تصريحاً خاصاً بها أيضاً في الثاني والعشرين من نيسان، تنوه إلى أنهما شرعا في عملية الطلاق.
نور معراوي
sgayrights@gmail.com
اترك تعليقًا