اغتصاب في المعتقل

لم يكن يعلم يومها أن حياته السابقة ستمرّ أمامه كاملةً لعشرة أيام، كلّ يوم، ولم يكن ليحلم أنّ قلبه المريض سيحتمل كل هذه الآلام.

بدا ذلك اليوم عادياً ككلّ أيام (ع) الرتيبة، فحالته الصحية لم تعد تسمح له بممارسة الجنس رغم صغر سنه، إلا أنه كان يحاول الخروج عن مألوفه برحلةٍ إلى إحدى الحدائق، يلتقي فيها بعضاً من الأصدقاء المجتمعين هناك، ويضيع في خيالاته التي لا يسمح لها بالجنوح كثيراً كي لا تؤثر على قلبه المريض.

اعتاد رؤية أمثاله من المثليين هناك، واعتادوا معاً رؤية سيارات الشرطة تذرع الشارع أمامها جيئةً وذهاباً، واعتادوا ألا يقترب منهم أحد، ألا يسائلهم أحد، حتى ظن الجميع أنّ لا أحد يأبه لمثليتهم، فهم وغيرهم هنا منذ سنوات، للكنّ تلك العادة سريعاً ما دمرت.

 اقتربت سيارات شرطة من المكان، وأحاطت بهم كمن يداهم عصابةً تهدد أمن الدولة، تصيدتهم واحداً واحداً، وحملت منهم إلى مخفر الشرطة ثلاثين. كادت دقات قلب (ع) تفتك به، فالهدوء انقلب ذعراً، وتقلبات المشاعر تؤذيه. [Read more…]

أنا مش كافر

كان (ج) فتى وحيداً لعائلته التي كانت معروفةً في الأوساط الاجتماعية في مدينته، لذلك كان (ج) عرضة للضغوطات الاجتماعية بشكل دائم كي يتزوج وينجب أطفالاً يحملون اسم العائلة.

 كانت معاناة (ج) مع مثليّته كبيرة، فحاول عدم الاختلاط بالمثليين كثيراً، ظناً منه أن ذلك سيجعل من تركه المثلية والزواج أمراً أسهل، برغم درجة تعليمه العالية ومطالعاته التي أكدت له أن مثليّته ليست أمراً قابلاً للتغيير.

 لأنّ الحياة لا تخضع لمعادلات الرياضيات التي كان ضالعاً فيها، [Read more…]

بس بدي يتركوني عيش

لم يكن ذلك الفتى اليافع “م.ف.” يملك من المعرفة شيئاً عندما طلبت منه والدته المريضة أن يتزوج قبل أن تفارق الحياة، فقد أنهى للتو دراسة الثانوية العامة، وكان يرغب باستكمال دراسته الجامعية برغم كل تلك المشاعر والأفكار التي كانت تراوده وكان يخشى البوح بها. كانت بداية التسعينيات، ولم تكن سوريا قد لحقت بعد بركب الحضارة، فالهاتف الأرضي كان حلماً يتطلب العمل على تحقيقه خطةً عشرية، ولم يكن أمام “م.ف” سوى التجوال في الحدائق، بحثاً عمن يمتلك نفس المشاعر، ويمتلك مكاناً، أيّ مكان، لاستراق بضعة دقائق تطفئ ما كان يعتمل داخله من نيران الرغبة والبحث في مكنونات الذات. [Read more…]

%d مدونون معجبون بهذه: