عقبال ما نجوزك

لسوريا مرتبة عليا في خصوبة النساء فيها، حيث أن معدل الزيادة السكانية عندنا يصل حتى 2,2 بالمئة وهو ما يكاد يتجاوز النمو الاقتصادي لدينا. لكن بالطبع، ومع تدهور الأوضاع السورية، فإن الكارثة الإنسانية قلبت المشكلة. ولكن وفي خضم كل هذا تضيع هموم الفرد، ويصبح الهم العام هو الهم الوحيد المتاح، وتضيع حقوق من كان لديهم قلة منها بعد أن تصبح قيمة الإنسان أقل من قيمة الرصاصة التي تبعثر دماغه، أو معدن الصاروخ الذي يبعثر جسده. [Read more…]

هيك حياتنا: لقاءات

كانت سميّة، ومع أنها مستمتعة بما يحصل بيننا، تشعر بالكثير من الذنب. كان شعورها بالذنب موجهًا نحوي. وكان سببه خلدون. لم تكن سميّة ترى في تصرفاتنا ما يشين، ولكن “خيانتها” لخلدون هي ما آلمها. كانت متقلّبةً دائمًا. كنا نخرج معه أنا وإياها في بعض الأيام، وكانت في أيام أخرى تقاطعه فلا يسمع عنها أي خبر.

سميّة من عائلةٍ فقيرة. فقدت أباها في عمرٍ مبكر بينما كان أخوها يسيء معاملتها. كان يضربها في معظم الأوقات. فقدت سميّة إيمانها بكل شيء، وباتت دائمة البحث، عما تبحث؟ لم تكن تدري. ولكنها كانت دائمًا تشعر بالضياع.

أصبحنا نتردد على بعضنا بتواترٍ أكبر. أزورها في بيتها، [Read more…]

رهاب المثلية المؤسساتي

بدأنا في العدد السابق الحديث بشكل عام عن رهاب المثلية وأنواعه التي من أهمها وأكثرها خطراً هو رهاب المثلية المؤسساتي، أي الذي قد تقوم به مؤسسة دينية، كما يمكن أن تقوم به بعض من مؤسسات الدولة.

رهاب المثلية الديني:

تحتوي معظم ديانات العالم تعاليم معادية للمثلية، تحريماً وتجريماً، في حين نجد ديانات أخرى لديها درجات مختلفة من غض النظر، إلى الحياد، إلى تقبل المثلية الجنسية وإدراجها في دروسها الدينية.

ففي العهد القديم والتعاليم اليهودية، غالباً ما تستخدم قصة تدمير سودوم وعمورة “مدينة قوم لوط إسلامياً” لإدانة المثلية، كما أن سفر اللاويين يحتوي على تحريم واضح وعقوبة واضحة:

“لا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة” [لاويين 18: 22] [Read more…]

متحررون من قيود الطائفية

المثليون وعلى الرغم من أنهم جزء من المجتمع كنسيج عام بتنوعهم وكثرتهم، إلا أنهم أيضا مجتمع داخل مجتمع. وله صفات تتشابه سواءً أكان في الغرب أم في الشرق. ويتميز المجتمع المثلي في سوريا، والبلاد المحافظة بشكل عام، أنه متقدم على مجتمعه في العديد من الأمور، وأكثر ما يلفت النظر فيه هو تجاوزه عقبات الارتباط الموجودة في المجتمع المثلي. [Read more…]

في دمشق

بدايةً، ككل مثليّة، كانت كلُّ فتاةٍ تشعر بالحيرة، والخجل، وأحياناً الخزي، لأنها تظنّ أنّ لا واحدةً مثلها هنا في سوريا، حتى أنّ بعضهنّ كنّ يخجلن حتى من محاولة معرفة ماهية ما يشعرن به، وكنّ يخجلن من إشباع رغباتهنّ، لذلك كانت حالهنّ تؤولُ دوماً نحو النتيجة الوحيدة المعروفة في مجتمعنا، أي الزواج، ليتحولنّ من فتياتٍ إلى آلاتٍ للجنس والإنجاب. 

اقتصرت محاولات كسر الحصار المفروض على المثليّات على من امتلكن الشجاعة، [Read more…]

بس بدي يتركوني عيش

لم يكن ذلك الفتى اليافع “م.ف.” يملك من المعرفة شيئاً عندما طلبت منه والدته المريضة أن يتزوج قبل أن تفارق الحياة، فقد أنهى للتو دراسة الثانوية العامة، وكان يرغب باستكمال دراسته الجامعية برغم كل تلك المشاعر والأفكار التي كانت تراوده وكان يخشى البوح بها. كانت بداية التسعينيات، ولم تكن سوريا قد لحقت بعد بركب الحضارة، فالهاتف الأرضي كان حلماً يتطلب العمل على تحقيقه خطةً عشرية، ولم يكن أمام “م.ف” سوى التجوال في الحدائق، بحثاً عمن يمتلك نفس المشاعر، ويمتلك مكاناً، أيّ مكان، لاستراق بضعة دقائق تطفئ ما كان يعتمل داخله من نيران الرغبة والبحث في مكنونات الذات. [Read more…]

%d مدونون معجبون بهذه: