اغتصاب مدى الحياة

تمُرُ في حياتِنا ككُلَّ يوم تفاصيل صَغيرة لا نأبه لوجودِها أو مرورِنا بِها، مما يجعل من الحياة أسهل وأسلسَ للعيش، ولكن هذا ليسَ بخيارٍ عندَ صديقي “ي” فهُوَ تعلمَ الدرس مُنذ نعومةِ أظافرهِ. فبدأ بقوله لي: “شو كان قدامي خيارات! ما كنت طفل ما بعرف شيء بحياتي لسا.”؛ كُنا جالسين على أحد مقاعد الحديقة العامة، وأحاوِلُ أن جعلهُ يرتاح في كلامه ويفتَح قلبهُ لي فالثقة لم تعد ميزة ليتمتع بها مع أيّ شخص حتى لو كانَ يعرفهُ مُسبقاً.

بدأ بقولِه: “كُنتُ في سِنِ الحادية عشر، وكانَ بيتُنا في حالة يُرثى لها، أراد أبي أن يقومَ بِبعض أعمال التصليح فيه، فانتقلنا إلى شقةٍ كانَ قد استأجرها لنا ريثما تتم عمليات التصليح في المنزل، كانت [Read more…]

بس بدي يتركوني عيش

لم يكن ذلك الفتى اليافع “م.ف.” يملك من المعرفة شيئاً عندما طلبت منه والدته المريضة أن يتزوج قبل أن تفارق الحياة، فقد أنهى للتو دراسة الثانوية العامة، وكان يرغب باستكمال دراسته الجامعية برغم كل تلك المشاعر والأفكار التي كانت تراوده وكان يخشى البوح بها. كانت بداية التسعينيات، ولم تكن سوريا قد لحقت بعد بركب الحضارة، فالهاتف الأرضي كان حلماً يتطلب العمل على تحقيقه خطةً عشرية، ولم يكن أمام “م.ف” سوى التجوال في الحدائق، بحثاً عمن يمتلك نفس المشاعر، ويمتلك مكاناً، أيّ مكان، لاستراق بضعة دقائق تطفئ ما كان يعتمل داخله من نيران الرغبة والبحث في مكنونات الذات. [Read more…]

%d مدونون معجبون بهذه: