يوحي عنوان الفيلم بأن البطل يعاني من نقص في المال، وأن هدفه هو ماديٌ بحت. ولكن القصة تأخذنا إلى عالم جنسي وغير جنسي يصف الكثير من حياة المثلي بكثيرٍ من الدقة.
البطل هو ببساطة مومس شاب يقدم الجنس مقابل المال، ولكنه “يحب المغامرة” كما يقول. وما يجعله فريدًا في “عمله”، بجانب وسامة وجهه وظرافة حسه ولياقة جسده، هو انخراطه في الدور، وتجسيده لكل رغبات “زبونه” دون أن يبدو عليه التعب، وكأنه قد خلق لهذا الدور.
شاب لا يحمل اسمًا بعد، يجوب أنحاء المبنى باحثًا عن المخرج. وعلى كل زاوية يصادف زاوية من حياة أحدهم، وربما من حياته. هيامه بين ممرات المبنى ليس إلا إسقاطًا لهيامنا في حياتنا بحثًا عن الـ”هو”. بحثًا عن هذا الآخر الذي لا نملك من معلومات عنه إلا أنه سيجدنا وأننا سنكون سعداء معه.
يمر الفيلم على العديد من أنواع المثليين والتي لا تختلف مع اختلاف البلد. من “العذراء” إلى “الصاخبة” مرورًا بالمتردد في ميوله أو المنكر لها، والواثق منها بعد أن حفر الزمن عميقًا في وجهه. يجوب البطل كل هذه الشخصيات متفاعلاً معها بما يشبه التحول الكيميائي والذي يظن المشاهد أنه قد مس روح الشخصية. ولكنه سرعان ما يكتشف أن كل هذا ما هو إلا محض قناع، يلبسه أحدنا في سبيل أن يرى ما يراه الآخرون، وأن يراه الآخرون كما يرون بعضهم. وقد مر تنوع شخصيات الفيلم على العديد من الشخصيات الواقعية التي نراها في مجتمعنا المثلي حتى يكاد كل مشاهد أن يرى نفسه في أحدها على الأقل.
الحوار مليء بالعبارات الغنية والاستعارات من مفكرين عظماء كشكسبير وفوكو. دسها الكاتب بسلاسة بين عبارات الشخصيات بطريقة توصل المعنى دونما إقحام. فيحصل المشاهد على وجبة فلسفية تجعل الهروب من الفكرة أمرًا شبه مستحيل، وترجعه للتفكر، وربما لإعادة تقييم المفاهيم والمبادئ.
تعامل الإخراج في هذا الفيلم الفريد مع الجنس كحالة نفسية أكثر منه كحالة جسدية. فكانت اللقطات في معظمها لوجوه منتشية لا لأجساد مرتعشة. وتنوعت الحالة الجنسية للشخصيات بين الرغبة والشبق، وبين الجنس العنيف إلى ممارسة الحب، ولو مع مومس.
موسيقى الفيلم تأخذ دورها كخلفية مناسبة وتدل على إحساس عالٍ لدى الموسيقي الذي ألفها.
كتب الفيلم وأخرجه جوزيف غراهام ومثل فيه بين بونينفانت (البطل)، نيك فرانجيون، وأرتيم ميشين.
سرمد العاصي
Sarmadorontes@live.com
موالح 
اترك تعليقًا