بطولة:جوليا روبيرتس – كيرستين دنست – جوليا ستيلز – ماغي جيلينهال
إخراج: مايك نيويل
كتابة: لورينس كونير- مارك روزينثال
ليس الفيلم معنيًّا بالمثلية، ولكنه كفيلم ثوري على النمط يجسد الحالة المثلية في معاندة الواقع إن كان مرًا. حيث تدور أحداثه في العام 1953 ويروي حكاية كاثرين واتسون (جوليا روبيرتس) مدرسة تاريخ الفن الجديدة في مدرسة ويلزلي للبنات. تصطدم كاثرين بشخصيات الطالبات بيتي وورين (كيرستين دنست)، جون جون براندوين (جوليا ستيلز) وجيزيل ليفي (ماغي جيلينهال). فالفتيات في ذاك الزمن، وفي تلك المدرسة بالذات، لا يعنيهن إلا أن يتزوجن. ولكن كاثرين ترى أن في هذا تحجيمًا لقدر المرأة، فالمرأة ليست زوجة وحسب، كما وأضيف، ليست أمًا أو أختا أو ابنةً فقط، المرأة بحد ذاتها إنسان مستقل، غير مرتبط بالآخر لتُنسب له أو تسمى باسمه.
تدور أحداث الفيلم حول فكرة أن الدور الذي يفترض بنا أن نلعبه ليس حتميًّا. إذ لا يحدد هذا إلا نحن أنفسنا، وهنا يكمن التقاطع الأهم مع المثلية. إذ أن الاستسلام لاعتبارنا “شاذين” أو اننا ممنوعٌ علينا أن نكون خارج الإطار الذي صنع لنا، ليس إلا هروبًا من حقيقة أن الحل يكمن في القتال، وفي مواجهة الواقع بأن نبدأ أولاً بتصديق أحقية مطالبنا، ثم بأن نطبق تصديقنا بأحقيتها بأن ننشر الوعي بيننا تحضيرًا للمرحلة الأخيرة التي تتمثل بالنشاط الحقوقي والضغط على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وعلى المجتمع للاعتراف بهذه الحقوق.
يعرج الفيلم على حقوق المرأة، وعلى ما حصلت عليه خلال سنوات النضال من أجلها، فلا يغيب عن ذهن المشاهد أن المرأة في سوريا قد حصلت على حق التصويت في عام 1949، بينما لم يتحقق ذلك حتى العام 1971 في سويسرا. لقد كان الأمر في الأربعينيات يبدو مستحيل التحقيق. ولم تكن المرأة النشيطة تحلم بذلك، فكيف بالكسولة التي لم تكن تعلم أن هذا حق لها بالأصل، ولكنه حصل!
لا يغفل الفيلم التعمق في علاقات كاثرين العاطفية، وإظهار ضعفها رغم ما تبدو عليه من عزيمة وإصرار، وأنها محض إنسان، لديه ما لديه من عيوب ومحاسن. تتطور علاقات كاثرين مع تطور شخصيتها بعد أن تفاعلت مع شخصيات الفيلم الأخرى، من طالبات وعاملين وعاملات في المدرسة التي تدرس فيها.
يظهر الفيلم عدة أوجه لقصة الزواج، فالزواج كان مفروضًا على إحداهن إلا أن الأخرى قد اختارته بل وتريده وترغبه حبًا منها بالأسرة لا حرصًا على تطبيق النمط.
يحرص الفيلم على ألا يظهر ساخرًا من الزواج، وإنما يتناول صورة المرأة في تلك الفترة بأقسى وجهات النظر، دون أن يمنع الأخرى من الظهور.
مخرج الفيلم هو المخرج المعروف مايك نيويل الذي أخرج الجزء الرابع من سلسلة أفلام هاري بوتر وفيلم Prince of Persia كما كان مخرج فيلم Donnie Brasco الذي كان من بطولة آل باتيشنو وجوني ديب.
موسيقى الفيلم من تأليف رايتشيل بورتمان، وهي من ألف موسيقى فيلم “شوكولا” الشهير وفيلم The Legend of Bagger Vance وفيلم Oliver Twist.
سرمد العاصي
Sarmadorontes@live.com
اترك تعليقًا