المقاطعة في تعريفها العام هي الامتناع طوعاً عن التعامل مع شركة أو فرد أو منظمة أو دولة، عبر الامتناع عن استخدام المنتجات أو شرائها أومحاولة إثباط أي نوع من التربح كتعبير عن الاعتراض على سياسة أو نهج متبع من قبل أي من تلك الجهات.
تعدّ المقاطعة التجارية والاقتصادية هي أحد أهم وسائل التأثير على الرأي والسياسات، ومن أبرز الأمثلة على المقاطعات التي حققت أهدافها الحملة التي تسمّى “حملة مقاطعة باصات مونتغمري”. قامت الحملة بغرض الاعتراض على سياسة الفصل العنصري في باصات النقل العامة التي كانت متبعة في الولايات المتحدة، واستمرت ما بين الأول من كانون الثاني/ديسمبر عام 1955 وحتى العشرين من كانون الثاني عام 1965، وانتهت بنجاح عندما تمّ إلغاء سياسة الفصل العنصري، إلا أنها بنجاحها أشعلت الحراك المدني من السود الأمريكيين للمطالبة بحقوقهم.أما أبرز الأمثلة الحالية عن حملات المقاطعة هي حملة “قاطع، جرّد، وعاقب”، أو ما يعرف دولياً باسم BDS Movement، التي سنتحدث عنها تفصيلاً.
من حركات المقاطعة من المثليين التي شهدتها هي حملة مقاطعة محلات Mango في تركيا، حيث حدث أن منع بعض العاملين في المحل متحولة جنسية – كانت تتبضع في المحل – من تبديل ملابسها في الغرف المخصصة للنساء بحجة أنها “رجل”، ثم قاموا بطردها وإهانتها بألفاظ رهابية عندما اعترضت على تلك المعاملة، حيث قام المشاركون والمشاركات في مسيرة الفخر المثلي بالهتاف ضد المحل وصاحبه ونعتهم بالرهابيين والدعوة لمقاطعتهم، مما اضطر أصحاب المحل في النهاية للاعتذار بكتاب رسمي، بسبب أن المثليين والمثليات ومتحولي ومتحولات الجنس هم من أهم زبائن ذلك المحل.
سبب تناول موضوع المقاطعة هو إبراز أهمية الحراك اللاعنفي في تغيير المواقف والسياسات، وقد قدمنا مثلاً واضحاً عن البروباغاندا الرهابية التي قام بها موقع عكس السير، كما يقوم بها موقع دي-برس أيضاً.
يمكن أن تتم المقاطعة للمواقع الالكترونية عبر الامتناع عن زيارتها، حيث أن الزيارات المتكررة هي ما يجعل تلك المواقع تحقق أرباحاً إعلانية، ويمكن للمثليين الضغط على المواقع الالكترونية الخاصة لتغيير النمط المتبع في كتابتهم عن المثلية، عبر إعلان مقاطعتهم لها، وحض جميع من يدعمهم على مقاطعتها.
كما يمكن مستقبلاً دراسة الترويج لمقاطعة أي منتج أو سلعة يظهر أصحابها أي نوع من أنواع الرهابية المثلية.
ليكن شعارنا القادم “لن ندفع أموالنا لمن يكرهنا”.
موالح تنتظر مشاركات القرّاء الترويج لمقاطعة كل من يظهر نزعات رهابية تضطهد المثلية الجنسية والتحول الجنسي، قوتنا تكمن في اتحادنا ووقوفنا ضد كل من يرغب بقمعنا.
معلومة:
من أبرز حملات المقاطعة التي يتوجب علينا دعمها هي حملة “قاطع، جرّد، وعاقب”، أو ما يعرف دولياً باسم BDS Movement أو Boycott Divestment and Sanctions وهي حملة لا تزال جارية كانت قد بدأتها 171 منظمة فلسطينية لمقاطعة وفرض عقوبات على «اسرائيل»، وأعلنت عن بدئها فعلياً في التاسع من تموز/يوليو عام 2009. توسعت الحملة لتأخذ أبعاداً أكبر من المقاطعة التجارية للشركات التي تدعم «دولة اسرائيل»، حيث أُدرج فيها أيضاً المقاطعة الأكاديمية لأيّ هيئة تعليمية أو أفراد يدعمون بشكل معلن تلك الدولة، كما تتضمن مقاطعة النشاطات الرياضية، والثقافية وغيرها.
حققت هذه الحملة نجاحات كبيرة، لعلّ أهمها إعلان اتحادي التجارة الاسكتلندي والآيرلندي دعمهما للحملة في نيسان/أبريل من عام 2010، وفي أيار من نفس العام، أعلن اتحاد الجامعات والمعاهد البريطانية دعمه للحملة ومقاطعة الجامعات الاسرائيلية. وفي آب/أغسطس من عام 2011، أُجبِرت شركة Agrexco على تصفية ممتلكاتها مع حجم من الديون بلغ ما يقارب 175 مليون يورو، وذلك بعد أن دعمت بعض المنظمات الأوروبية حملة BDS التي كانت تدعو لمقاطعة تلك الشركة.
إن دعم تلك الحركة والوقوف معها هو دعمٌ للحياة.
لمعرفة المزيد عن حركة BDS يرجى زيارة موقعهم الالكتروني. http://www.bdsmovement.net
سامي حموي
SyrianGayGuy@gmail.com
اترك تعليقًا