تستند قصة هذا الفيلم على الفيلم الفرنسي “ناتالي” وفيلم كلوي هو النسخة الإنجليزية منه.
يبدأ الفيلم ومنذ اللحظة الأولى بطرح فكرته الأساسية: الإغواء! لا يمتنع المخرج عن تصوير البطلة كلوي (أماندا سايفرايد) مبرزّا أجمل مفاتنها. شفتاها الحمراوتان، وثدياها المورقان، ورجلاها الممشوقتان. وكلوي هذه هي مومس، تبيع ما يمكن بيعه لمن يريد شراءه. وما تريد كاثرين (جوليان مور) شراءه هو اليقين. كاثرين تشك بأن زوجها ديفيد (ليام نيسين) يخونها، وتستأجر كلوي لكي تتحرى في الأمر.
ديفيد وكاثرين متزوجان ولهما ابن شاب اسمه مايكل (ماكس ثيريوت)، زواجهما كان مفعمًا بالشغف، ولكن الشغف يضفو، والشاعرية تفقد مكانها المعتاد. ويتوج اختلال التوازن بصورة تجدها كاثرين تجعل الغيرة تشتعل فيها.
يتحدث الفيلم عن الرغبة العاطفية واختلاطها مع الجنس في أماكن، وانفصالها عنه كل الانفصال في أماكن أخرى. وعن ما يتولد لدى الإنسان من أفعال تخلقها دوافع وليدة اللحظة. قد نكذب أو نخدع أو نسرق أو حتى نقتل في سبيل الحصول على ما نرغب به، فتسيطر علينا الرغبة، ونصبح في عالم آخر غير واقعي أو غير موجود، خلقناه بأنفسنا، وسكناه وحدنا.
حياة كاثرين وديفيد مع ابنهما مايكل تبدو مثالية من الخارج، ولكن العبرة التي دائما نتذكرها في الأفلام وننساها في حياتنا الواقعية هي أن المظاهر السعيدة لا تعكس بالضرورة حياة سعيدة. وأن المعطيات التي تبدو إيجابية لا تعطي بالضرورة نتائج إيجابية، بل وربما تعطي نتائج سلبية ومدمرة في بعض الأحيان.
قد يستغرب البعض في اختياري لهذا الفيلم كفيلم مثلي، وقد يبرر البعض ذلك ببعض المشاهد المثلية الجنسية الموجودة فيه. ولكن الأمر يتجاوز هذا التفسير، الذي لا يخلو من بعض الصحة، إلى ما يرمي إليه الفيلم بالمجمل. فالرغبة تحكم الكثير مننا في علاقاتنا مع أقراننا المثليين. ومع أن الرغبة ليست بدافع سيء إلا أن الاستسلام لها يجعل التصرفات غريزية أكثر منها أخلاقية، فتنسينا بعض القيم مثلما نسيت كلوي الكثير منها.
يجدر بالذكر أن البطل ليام نيسين الذي مثل دور الزوج ديفيد كان قد فقد زوجته ناتاشا ريتشيردسون خلال تصوير الفيلم، ولكن هذا لم يعقه عن إتمام تصوير الفيلم. حيث أنه تغيب فترة لكي يرعاها بعد إصابتها في حادث أليم، ولكن وبعد موتها بعدة أيام عاد ليكمل ما عليه من مشاهد. وقد فسر هذا إبداعه في تجسيد حالة الحزن التي تملكت شخصية ديفيد في الكثير من الأحيان.
مخرج الفيلم هو المخرج الكندي الأرمني الأصل آتوم إيغويان صاحب فيلم Exotica. ألف موسيقى الفيلم الموسيقي الكندي ميكاييل دانّا وكان مدير التصوير السينماتوغرافي الكندي أيضا بول سورسي. وقد شارك كلاهما في فيلم إيغويان Exotica.
سرمد العاصي
Sarmadorontes@live.com
اترك تعليقًا