زار برادلي سكر سوريا في مرتين مختلفتين، كانت المرة الأولى في أواخر عام 2007 بهدف التعرف على سوريا التي لم يكن يقرأ عنها الكثير، مما اعتبره قصوراً في الإعلام الغربي، أما المرة الثانية فكانت في صيف 2010 لغرض العمل مع مجموعة من اللاجئين العراقيين المثليين في سوريا في ذلك الوقت.
في الزيارة الأولى، توقف برادلي في حلب لعدة ليالٍ في مناسبتين التقى خلالهما شخصين مختلفين، لكنّ التجربة الجنسية كانت ذاتها في المرتين، حيث كان عائداً إلى الفندق الذي كان يقيم فيه ذات ليلة، لينتبه إلى شخص بدأ بملاحقته، «ذعرت وظننت أنه كان يريد أن يبيعني شيئاً أو ربما يسرقني»، يقول برادلي، الذي تابع مسيره إلى غرفته بخطى أسرع، لينام تلك الليلة وحيداً في سريره، لكنه التقى ذات الشخص في اليوم التالي في ذات المكان، فتحدث إليه، قبل أن يذهبا إلى الفندق، وهناك تعرف برادلي إلى مصطلح «soft sex» الذي سمع به لأول مرة في تلك الليلة.
يستخدم المثليون في الشرق الأوسط تعبير «soft sex» للإشارة إلى الجنس بدون إيلاج، بينما يسمون الإيلاج «hard» أو «hard sex»، مع أنّ هذين الاصطلاحين غير موجودين في اللغة الإنكليزية، يقول برادلي، «لم أكن أعرف ما تعنيه هذه الكلمة، لكنني بعد أن تعرفت إلى معناها، أصبحت أرنو إلى أن أسميها not-really-sex – أي جنس ليس حقيقياً – ومع أنني أعترف أنها أفضل من عدم ممارسة الجنس بالمطلق، إلا أنك تشعر أنك تريد المزيد بعد أن تنتهي».
في المرة الثانية في حلب، عانى برادلي أيضاً من تجربة ممارسة الجنس غير الحقيقي، أي «soft sex» لكنها كانت مع أحد نزلاء الفندق الذي كان يقيم فيه وقتها، حيث تعرف إليه في بهو الفندق، وتحدثا قليلاً باللغة الإنكليزية، قبل أن يفاجأ به يطرق باب غرفته، حاملاً معه ألبوم صور، يقول برادلي، «كان بطلاً في كمال الأجسام، وبدأ يعرض لي صوره وصور الميداليات والجوائز التي فاز بها، قبل أن تبدأ اللمسات تأخذ منحى آخر، وترسل تلك الرسالة الخفية برغبته في ممارسة الجنس»، وكان لبطلنا ما أراد، حيث بدأت المداعبات والقبلات، وتم ذكر الجنس غير الحقيقي مرة أخرى، لكنّ برادلي لم ينزعج من تلك العملية في المرة الثانية، حيث كان قضيب بطلنا متناسباً بشكل عكسيّ كبير مع حجم عضلاته، وكما قال برادلي «كانت خيبة أمل كبيرة، فقد كان الرجل جذاباً، لكنّ قضيبه كان صغيراً»، متابعاً، «أعتقد أنّ كلّ تلك العضلات كانت للتعويض عن صغر حجم قضيبه».
يعتقد برادلي أن تعلق المثليين في الشرق الأوسط بتعبير «soft sex» هو بسبب تمسكهم بما دعاه «الهوية الذكورية»، وشعورهم بأن رجولتهم ستنتقص إذا حصل إيلاج في الجنس، وقد ظهر هذا معه بشكل كبير في حلب، حيث قال «كان كل الجنس في حلب هو soft sex».
لا يعني ذلك أنّ برادلي لم يكون صداقات مثلية في حلب، فقد تعرف إلى شاب في المدينة القديمة، أخبره أن هناك الكثيرين في عائلته من أصحاب التوجه الجنسيّ المثليّ، وبدأ يدعوه إلى المحل، ويصطحبه في جولات سياحية في المدينة القديمة في حلب، ويعرفه إلى المدينة وسوقها بشكل أكبر.
محطة برادلي الأكبر في عام 2007 في سوريا كانت في تدمر، حيث اشترى جملاً دعاه «ألفي Alfie»، وبدأ التدرب على كيفية ركوب الجمل هناك، آملاً أنه سيستطيع السفر إلى الأردن على ذلك الجمل، «بعد أن اشتريت الجمل، بقيت عدة أسابيع في تدمر للتدرب على قيادته وتوجيهه»، يقول برادلي، متابعاً أنه كان يخشى أن يشرد الجمل به في الصحراء ويضيع فيها.
لم يكن برادلي ليظنّ أنه قد يستطيع ممارسة الجنس مع البدو هناك، لكنّ الصحراء السورية كانت تخبّئ له العديد من المفاجآت التي أحسن استغلالها. «كنا نواجه بعض المشكلات مع السلطات السورية بسبب الجمل، فكنا نضطر لإخفائه والابتعاد عنه أحياناً»، كما يقول برادلي الذي كان يمضي الوقت مع بعض البدو في خيمة قريبة من المكان، وهناك كانت مغامرته الأولى في تدمر.
كان في تلك الخيمة شابٌ لا يغادرها إلا بشكل نادر، حتى لو غادرها الجميع لأي سبب من الأسباب. «كان على ما يبدو خادم المكان» يقول برادلي الذي بدأ يصف محاسن الشاب، كما قام بعرض صورة له علينا، لن نقوم بنشرها حفاظاً على خصوصيته، «لم نكن نملك طريقة للتخاطب، فلا هو يتحدث الإنكليزية، ولا أنا أتحدث العربية»، يتابع برادلي، الذي وصل إلى تلك الخيمة ليجد الشاب وحيداً فيها، وأثناء الانتظار قام الشاب بتقديم كأس من الشاي له، ثم بدأ يضع يده على فخذه، وينظر إليه نظرات ذات معزى، «كانت شفتاه جميلتين، وعندما بدأ يلمس فخذي، عرفت ما يريده، لكنني أردت الانتظار قليلاً لأعرف ما يمكن أن يفعله إن أعطيته انطباعاً أنني لم أفهم ما يريد»، وكان لبرادلي ما أراد، فقد بدأ الشاب بتحريك يده بطريقة توحي بفكرة الاستمناء، كما بدأ بالإمساك بقضيبه بطريقة تمحو أي سوء فهم، واصطحب برادلي إلى الجزء الداخلي من الخيمة، المفصول عن مكان استقبال الضيوف بستار.
«قمت بمص قضيبه في البداية، ثم قام هو بمص قضيبي»، يقول برادلي الذي كان سعيداً أنّ ذلك البدويّ في صحرائه كان أكثر انفتاحاً على مثليته وتقبلاً لها من بعض أهل المدن الكبيرة التي زارها، وعندما اقترب وقت الإيلاج، رفض الشاب أن يقوم برادلي بالإيلاج بدون مزلق، مما دفع برادلي إلى ممارسة الجنس الفخذي معه، أو كما نسميه بالعامية «فرشاية»، يقول برادلي، «بسبب عدم وجود المزلق، رفض الشاب أن أقوم بالإيلاج، إلا أنني لم أشأ أن أثير جلبة كبيرة حول المزلق، فقليل من البصاق يكفي»، ويتابع، «بعد أن انتهينا، عاد هو إلى تقديم الشاي للرجال الذين وصلوا بعدها بدقائق، وقد تكررت تلك الحادثة لعدة مرات خلال وجودي في تدمر للتدرب على ركوب الجمل».
يصف برادلي تجربته في ركوب الجمل في الصحراء السورية بكثير من الحماس، فقد انبهر بكرم الناس وحسن ضيافتهم واستقبالهم له في خيامهم وبيوتهم وتقديمهم الطعام والمأوى في الليل له دون مقابل ودون أدنى حاجة لتبادل الحديث معه، فقد كان يكفيهم أنه مسافر في تلك الصحراء على جمل ليهتموا بضيافته ومساعدته.
بعد أن غادر برادلي تدمر بثلاثة أو أربعة أيام، وصل إلى مكان وجد فيه بعضاً من الشبان الذي كانوا يمارسون الصيد بالصقر، وهناك كانت له مغامرة أخرى مع أحد هؤلاء الشبان، «كان جنساً فخذياً أيضاً، لكن الشاب كان شديد الوسامة والجمال»، يقول برادلي الذي علت وجهه ابتسامة حنين في تلك اللحظة.
عندما وصل برادلي إلى القرب من الحدود الأردنية، رفض مسؤولو الحدود سفره على الجمل لأنه لم يكن يمتلك أوراقاً رسمية، مما اضطره للعودة به باتجاه الشمال، وهناك تذكر برادلي صديقاً له في دمشق تعرف إليه عندما وصل إلى سوريا، فقام بالاتصال به لمساعدته في إعادة الجمل إلى تدمر، لكنّ السلطات السورية لم تسمح بدخوله إلى دمشق، فالتقيا في دوما، وانتظرا سيارة تقله إلى البادية مجدداً، «لم أشأ أن أبيع ألفي، بل أردت له أن يكون حرّاً ويعود إلى مكانه، فقد أصبحنا صديقين بعد كل تلك الأيام التي أمضيناها معاً».
موالح | سامي حموي
syriangayguy@gmail.com
اترك تعليقًا