عموماً أنا حومصي الهوى … حمص اللي فيها التاريخ بينقسم لقبل 2011/4/18 وما بعده، يعني كيف نحنا منترخ قبل الميلاد وبعد الميلاد، نفس الشي تماماً.
حمص يمكن تستاء أنو ما فيها حدايق ومساحاتها الخضراء قليلة جداً بعكس باقي المدن، بالإضافة للاختناق المروري شبه الدائم بسبب وجود خط محوري شبه وحيد هو «طريق الشام»، بس بالمقابل لما بتزور حمص مستحيل ما تحبا، بتحدا أي بني آدم بالدنيي يزور حمص وما يحبا، وما يحب الناس اللي فيا، يللي بتضل عم تضحك وتنكت. مستحيل تفوت عمحل إلا ويتعامل معك متل كأنك ربيان معو قد ما الحماصنة ملسنين وقريبين من القلب… وحلوين… معروف الجمال الحمصي خاصة للبنات بس كمان الشباب بيطيروا العقل.
حلاوة الجب لا يعلا عليها، خميس الحلاوة، نادي السينما، بس شارع الميدان هو شارعي المفضل، يمكن كل الشوارع أحلى منو، الحمرا أحلى منو والغوطة والملعب والدبلان والحضارة أحلى منو، بس ما بعرف… كنت أمشي بهاد الطريق كل يوم بالليل.
كان عنا أنا ورفقاتي تقليد اسمو «الأبعاء الحومصي» يللي كنا نطلع فيه من الجامعة الضهر على حديقة الدبلان، وناكل شيش طاووق من عند كريش، ونعمل جولة بسوق الجينز، اللي هو سوق خاص بألبسة الشباب وفيه تكثر الاحاديث عن الـGays، ونشرب شاي بقهوة الفرح بالشتوية، أو بالروضة بالصيفية، وبالليل منسهر بالمركز الثقافي عفيلم من عروض نادي السينما، ومنرجع مشي بشارع الميدان.
بحمص الحجار عبارة عن كائنات حية، كل حيط عبارة عن عائلة، وكل بيت عبارة عن مدينة، وكل حارة عبارة عن كون، وكل هالأكوان هيي حمص …
بحمص كان عندي شلة كتير ظريفة – شلة شباب مثليين – بس للأسف تفرقنا متل كل هالقصص. بحمص كان عندي شخص ما بعرف شو أحكي عنو، بس كمان للأسف مات. بحمص كان عندي كتير شغلات.
هاد الحكي كلو ما قبل 2011/4/18، بس بعده اختلف الوضع، صاروا يتعاملوا مع كل شخص على أصلو وفصلو، أنو ما بيهمّن أني أنا شبه ملحد، بس بيهمن أنو أهلي بينتموا لطائفة معينة، بقى إذا بيحبوا هي الطائفة بيحترموني وبيكرموني، وإذا ما بيحبوها فحدث ولا حرج. ورغم أنو روحي مجبولة بهوا حمص اللي كلو نفط، ومع هيك بيسألوا أنو أنا أصولي من أي منطقة، مشان يعرفوا أنا أي حلف سياسي بناصر، ولو أني مأعلن معارضتي لكلا الطرفين، وحاولت أشتغل كتير مبادرات للتصالح أو للحوار أو التنمية، أو، أو…
مع هيك، ورغم كل الجروح، رغم كل البيوت اللي تهدمت والعائلات اللي تشردت والشباب اللي انقتلوا، مع هيك بتلاقي كل واحد عم يحكيلك قصتو وهو عم يبتسم ابتسامة بتحسسك إنك عم تتقطع من جوّة، ولا مرة حدا حكالي قصتو وهو عم يضحك إلا استأذنت منو واختليت بنفسي وشبعت بكي. بالعموم الحماصنة مؤمنين جداً وأنا مؤمن فين، بيحبوا من قلبن، وهاد الشي بيطمن أنو أي ردة فعل متسرعة، دغري رح يعرفوا يصلحوها بابتسامة.
في عبارة لنبيل فياض بتقول «أعموا عيوننا بالوحدة العربية حتى لم نلحظ أن حمص مقسمة»، للأسف هاد اللي صار، ومع هيك بتلاقي ناس مصرة تبني جسور، وهدول الناس عم يزداد عددن بطريقة ملحوظة.
عنجد ما بعرف شو بحكي، يعني بس كون بأي مدينة تانية، الشام طرطوس اللادقية أو أي مدينة، وشوف سيارة نمرتها حمص دغري بتمنى أنزل عانق صاحبها وأحضنو، وأحضنو، وأحضنو، وأحضنو وقللو أنا كلني معك.
موالح | مشاركة من الصديق Kiki Kiko
اترك تعليقًا